ايملي في باريس وفي قلوبنا

 تقول هاريت هول واحدة من نقاد الفن عن مسلسل ايميلي في باريس:

اعذروني, أحيانًا نتوق لفرجة بسيطة ومسلية ,على النقاد تذكر وجود تلك المساحة 

لكن ما هى المساحة التي تقصدها هاريت هول وهل استطاع ايميلي في باريس أن يملئها؟

دعونا نجاوب على السؤال من جزئه الأخير

قبل أن نجيب علينا أن نكتب ماذا تفعل ايميلي في باريس؟

فتاة أمريكية تعمل خبيرة تسويق تم ارسالها من الشركة التي تعمل بها في شيكاغو لفرعهم بباريس لمنحهم الصبغة التجارية التي يفتقدوها 

ما بين ايميلي التي تؤمن ان على المجتمع الجديد تقبلها كما هى ولا يسعوا لتغييرها ومجموعة القواعد والمبادئ التي يرسمها المسلسل عن تقاليد فرنسا وشعبها يبدأ الصدام وتدور الأحداث ,فالفتاة الأمريكية هدفها اثبات نفسها بطريقتها دون أن تتفاعل مع المتغيرات التي حدثت بحياتها فتتعامل معهم بلمسة من النرجسية فيقابلوها بعجرفة فرنسية فهى في نظرهم مبتذلة قروية 

تلك هى القصة فاذًا ما المساحة التي يجب عليه ملئوها؟

لكل عمل فني هدف أو رسالة ومع اختلاف الهدف أو الرسالة يجب أن نحاسب العمل على قدرته في تحقيقها لا على أشياء اخرى لم تكن من مخططاته 

والهدف من ايميلي أو الرسالة التي يسعى لتقديمها هى اراحة عقلك وجسدك من ضغوط العمل والحياه وشريط الأخبار المزعج

ايميلي وجدت لذلك ,وجدت لذلك بأزيائها وأماكن التصوير ولقطات الطعام ,الديكور والموسيقى وكل ما يحيط بالعمل 

25 دقيقة ل 35 دقيقة 

تعطيك فاصل من الحياه مملوء بالراحة مع قطعة حلوى فرنسية وقهوة كأنها قبل بداية الحلقة تقول للمشاكل سنعود بعد قليل وبعدها تخبرك بأننا عدنا لننتقل للسؤال الأخير هل استطاعت ايميلي ملئ هذه المساحة؟

هل استطاعت؟

قد تختلف الإجابة عند النقاد وأيضًا عند من يشاهد بعد الموسم الثاني لكن المؤكد أنها استطاعت لدقائق تنفيض الغبار الذي على أكتافنا من أعباء الحياه 

ورغم وجود علامات تعجب على بعض النقاط مثل الحبكة الشبيه بمسلسل المدينة والجنس المكررة  التي اعتمدت على اختلافات الثقافات وحصر فرنسا وكذلك أمريكا في صورة كليشهيه اتضحت بقوة في الموسم الثاني فجعلت البعض يصاب بالملل فيضطر لتسريع ثواني بالحلقات الا أننا بحاجة لمثل ايميلي بحياتنا ,نحتاج ذلك القدر من قول الله بمجرد النظر لوجوه الأبطال أو الأجواء أو كما يقول الأنفلونسرز مثل صديقتنا فايبز المكان رائعة  جدًا

 ايميلي جاءت لنا كي ننسى جرعات الأخبار أو ضغط اليوم فعلينا إحسان استقبالها وأن نفسح مكان لها بقلوبنا 


 

تعليقات

الأكثر جلوسًا