نصف ربيع الأخر (صراع كامل بين متضادين)
في أغنية حنيت لعمرو دياب بألبوم علم قلبي تجده يقول بصوت مملوء بالتنهد الممزوج بالحسرة
حنيت لعينيك حنيت واشتقت إليك -- م نسيت وياريتني نسيت
مشتاق وبنادي عليك -- مشتاق ووحشتني عينيك
مشتاق وبفكر فيك -- م نسيت وياريتني نسيت
تشعر أن عمرو دياب بهذه الأغنية يريد العودة لحبيبته لكن هناك شيء يمنعه ,من المؤكد اننا لا نستطيع أن نعلمه لكنه واضح في حالتي التضاد التي يعيشها
حالة مشابهة للحسيني (يحيى الفخراني)
نفس هذه الحالة عاشها دكتور يحيى الفخراني قبل عمرو دياب واستطاع ان يبرزها بقوة ونفهم ما هى ,كانت في مسلسل نصف ربيع الأخر
هذا المسلسل هو أحدى الحالات الفلسفية لصراع بين متضادين التي نتمكن من وصفها ببساطة بين رغبة البطل باستكمال حياته المستقرة مع زوجته وأولاده أو العودة لحبيبته القديمة الأولى التي تظهر مرة اخرى بحياته
الأخلاق تتعارض مع القانون
في قواعد الأخلاق تجد أن الأساس هو العام يغطي على الخاص فليس من الأدب أو الذوق أو العادات الحميدة التفكير في نفسك اذ كان الأمر سيضر الباقية ,على عكس القانون فتجد أن من أهم قواعده الخاص يجُب العام وما بين الأخلاق والقانون نشأ الفن الذي يستطيع استغلال المساحة بينهم لتقديم أعمال تلعب على هذا الوتر
وتر أن احسن استغلاله
وتر المساحة الفارغة بين الأخلاق والقانون كان تعريف الصراع الدرامي عند أرسطو حين قال ان الصراع بين الواجب والعاطفة أو الضمير والرغبة الخاصة هو العصا الذي يتكأ عليه البطل التراجيدي لأفعاله
هذا الوتر استطاع مؤلف مسلسل نصف ربيع الأخر ابرازه بشكل رائع عندما تعرض (الحسيني) دكتور يحيى الفخراني لموقف عودة حبيبته القديمة لحياته المستقرة بسبب أنها تريد توكيله للدفاع عنها أمام زوجها الحالي الذي يعاملها بأسلوب مشين بالأضافة لأكتشافها أنه فاسد يستغل نفوذه لتحقيق مكاسب مادية غير مستحقة على حسب قولها
صراعات متضادة
ما بين عودة حبه الأولى للظهور وحياته المستقرة ورغبته بالدفاع عنها من زوجها البغيض يبدأ صراع بين الزوجة التي راعت الله معه واولاده ضد قلبه الذي يفكر في أحلامه ثم ينتقل الصراع لمستوى أعلى عندما تجر حبيبته السابقة قدمه لدائرة الفساد ليكتشف ايضًا تورطها لكن هو الآن أمام فرصة تأتي بالعمر مرة واحدة بقبول رشوة كبيرة تؤمن مستقبل أولاده لتظل روحه مترامية الأطراف حتى يحسم موقفه
نموذج مثالي لم يعد موجود
هذا النموذج المثالي الذي قدمه دكتور يحيى الفخراني لم يعد موجود وليس هو فقط بل الدراما التي كانت بالعمل ,تلك الحالة الفنية المكتملة من اخراج تأليف تمثيل اتقان لكل عناصر العمل
لم يعد بحياتنا الحسيني أو مسلسل مثل نصف ربيع الأخر لذلك اقول بصوت عمرو دياب
حنيت لعينك حنيت واشتقت إليك م نسيت وياريتني نسيت
تعليقات
إرسال تعليق